خطوات تحقيق المخطوطات
التعريف بالكتاب ومؤلفه:
هذا الكتاب الذي يختاره الباحث ليتولى تحقيقه يجب أن يقوم بتعريفه ويبين هويته وطبيعته والموضوعات الذي يتناولها وطريقة تقسيماته, ويتعرض لمنهج المؤلف في تناوله لمسائل هذا الكتاب وكيف قام بطرحها ومعالجتها.
ثم يعرف من ناحية شكله وطريقة كتابته وخطه المستخدم فيه ومقاسه، وعدد صفحاته وطريقة المؤلف في تبويباته وفي وضع عناوينه وما إلى ذلك, كل هذه أمور إذا تولاها الباحث فهو قد تولى تعريف الكتاب.
ثم يتناول بعد ذلك المؤلف ليبن لنا ترجمة وافية عنه حتى نعرف من هو، اسمه ونسبه وإلى أي عصر ينتمي ومتى ولد ومتى توفي ومن هم شيوخه وتلاميذه، وماهي مصنفاته وما هو حديث العلماء عنه الذين عاصروه والذين لحقوه بعد ذلك وإطراؤهم له. يلي ذلك:
التأكد من صحة نسبة الكتاب لمؤلفه:
وهذه مسالة مهمة ولا يعني وجود اسم مؤلف على عنوان أو غلاف المخطوطة أنه هو صاحبها، ولذلك إذا بدأ الباحث في تناول هذه المسالة فإنه سوف يرى إما أن يكون الكتاب يقيناً لمؤلف معين أشارت إلى ذلك المصادر مثل كتب التراجم التي استعرضت المؤلفات القديمة، ومن أبرزها كشف الظنون الذي تولى سرد كثير من المخطوطات القديمة، وأدلة الكتب وخزانات المخطوطات فكثير منها تولى الحديث عن هذه المخطوطات وبيان مؤلفيها.
أيضاً أن يرى إن كان ينسب المخطوط إلى أكثر من مؤلف، ويجد حديث العلماء عن هذا المخطوط يتباين، فبعضهم ينسبه لمؤلف وبعضهم ينسبه لمؤلف آخر, أو ربما يرى المحقق أن المؤلف مجهول فلا يتبين في المخطوط ولا يظهر عليه اسم المؤلف أو اسم المصنف ولا تكن عليه دلاله سواء على غلافه أو في ثنايا المخطوط،، حينئذ لابد للمحقق إزاء ذلك أن يسلك طرقاً من الممكن أن تساعده على معرفة المؤلف