أهمية العطل المدرسية
اتفقت جميع مراحل التعليم في جميع دول العالم، على أهمية منح التلاميذ في جميع المراحل (التعليم الأولى إلى التعليم العالي) عطل خلال مختلف فترات السنة الدراسية، التي اتفق الجميع على تسميتها (العطلة الدراسية أو المدرسية) وتمتد تقريبا ثلاثة أشهر في المجموع.
فالتعليم المنتظم (عام أو خاص) في جميع تلك المراحل الدراسية، يلزم التلاميذ من الجنسين بذل جهود ذهنية ونفسية وحتى جسدية، وبالطبع يقيد حريتهم وحركتهم الجسدية والنفسية والفكرية ببرامجه اليومية المرهقة لحد ما، مما يجعل التلاميذ والتلميذات في حاجة إلى (عطلة - أوقات راحة) يتوقفون فيها عن التزاماتهم الدراسية، ويشعورن بالحرية والانطلاق دون تقييدهم بموعد (متى ينامون ومتى يستيقظون ومتى يأكلون أو يخرجون).
ويحلل التربويون والمختصون في المجال التعليمي والتربوي بقولهم: «محطة التوقف السنوية أثناء العطلة الدراسية – الصيفية، لها عدة فوائد وإيجابيات لصالح العملية التعليمية من ناحية، والتلاميذ والتلميذات من ناحية أخرى. ويبني المحللون استنتاجاتهم التي تفرز الفوائد والإيجابيات من هذه العطل على أربع محطات هي:
– الأولي: «ينال التلاميذ من الجنسين وفي جميع المراحل فرصاً لتجديد نشاطهم الذهني والنفسي وراحتهم الجسدية».
– الثانية: «تشكل العطل الدراسية محطة فاصلة بين المراحل والبرامج الدراسية وانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى (من الروضة للابتدائي، ومن الابتدائي للإعدادي، ومن الإعدادي حتى الثانوي وكذلك الجامعة)».
– الثالثة: «تمنح العطل الدراسية جميع التلاميذ في جميع المراحل الفرصة لاستكمال اجتياز العقبات والصعوبات التي واجهوها أثناء الدراسة، ومعالجة الثغرات والنواقص، والاستعداد لمسيرة دراسية جديدة ».
-الرابعة: «وهي أهم المحطات الإيجابية للتلاميذ والتلميذات، أن العطل الدراسية تتيح لهم فرص تنمية شخصياتهم الإنسانية، في أبعادها المختلفة، فهم قبل كل شيء بشر لهم مشاعر وأحاسيس، ولهم مواهب وقدرات، وحب استطلاع، فلابد من فتح المجال والأفق أمامهم، لإشباع مختلف احتياجاتهم، وممارسة رغباتهم في جو مريح (السفر والرحلات هو إحدى هذه الفرص).
والمشكلة الوحيدة التي تعترضهم خلال العطل الدراسية هو «الفراغ». وعرّفه المحللون التربويون بالقول: «الفراغ هو الوقت الذي يتحرر فيه الإنسان من التزامات العمل أو الدراسة وواجباته، وفي أحيان كثيرة يكون الفراغ «قاتلاً».
والسؤال الذي يفكر في الإجابة عليه التلاميذ والتلميذات وأولياء أمورهم والمجتمع ككل: «كيف يتم الاستفادة من وقت الفراغ أثناء العطل الدراسية؟».
وفي نظرى أن الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة ولا صعبة، وأن من يستطيع الإجابة عليها هم التلاميذ والتلميذات وأولياء أمورهم والمجتمع والمسؤولون في الدولة، من خلال إيجاد برامج الترويح النفسي (البرامج الدينية، والبرامج الرياضية والثقافية والفنية) وغيرها، ومن خلالها يجد تلاميذنا ضالتهم في القضاء على شبح وكابوس الفراغ!