تخريج الشعر و الامثال في البحث العلمي
تخريج الشعر: إن كان في المخطوطة إيراد للشعر، وكثيراً ماتوجد في المخطوطات شواهد من الشعر دون نسبة لأحد، فلابد ان يقوم المحقق بتخريج الأشعار وذلك بعزوها الى مصادرها، فإذا كان لواحد من الشعراء الذين وصلت الينا دواوينهم اكتفينا بالعزو إلى ديوانه، ونكتفي بذكر ذلك في الحاشية، وبذلك يتحقق المطلوب في تخريج الشعر، إلا اذا اقتضى الامر ذلك بحيث يكون هناك اختلاف في صحة نسبة هذا البيت لشاعر معين فيذكر المحقق مصدر او مصدرين حسب الروايات التي تباينت في نسبة هذا البيت لشاعر او آخر، وقد يسرد بعض المحققين القصة او المزيد من ابياتها زيادة على ما أورده صاحب المخطوطة، وهذا متروك لجهد المحقق اذا رأى ان في ذلك مصلحه تخدم الموضوع.
تخريج الامثال: ومن أشهر المظان التي ذكرت الأمثال وبينت معانيها كتاب "الفاخر" لأبي طالب المفضل ابن سلمة وكتاب جمهرة الأمثال لابي هلال العسكري وغيرها من الكتب.
والامثال لها اناس ذكروها وتنسب إليهم فيبين من قالها هذا جانب من جوانب تخريج الأمثال، ومما يتم به التخريج ان نبين المناسبة التي قيل فيها هذا المثل، و معنى هذا المثل ان كان فيه شيء من الغموض والابهام.
مسألة تتعلق بتخريج الشعر وتخريج الامثال وذلك ان بعض الاشعار وبعض الامثال خصوصا الاشعار والاثار التي تروى مما جاء في بعض المخطوطات قد يكون على شيء من معانيها ليس له علاقة بموضوع المخطوط، وقد يكون على شيء من معانيه شيء من التحفظ بأن يكون هناك فيه خلل يتعلق بالعقيدة او بالأخلاق، او فيه نوع من السلوك الذي فيه خيلاء أو تعالي او عصبية وما الى ذلك، هذه الأمور اذا مرت على المحقق فيما يرد في المخطوطات يجب ان يضيف الى تخريجه لها تعليقا على ما يرد فيها من اخطاء تحتاج الى تصويب، وهذا يثري تحقيقه لتلك المخطوطة، ويزيد من متانتها وفاعليتها، ويغلق الباب على الاستدرا كات التي قد تؤخذ عليه لاحقا.