التعاقد الديداكتيكي
يقصد بالتعاقد الديداكتيكي في الوسط المدرسي: مجموعة القواعد و التفاعلات القائمة بين المدرس و تلامذته و المتعلقة بمسألة اكتساب المعارف و تحديد الأدوار و توزيع المهام.
فبالنسبة ل"بروسو" فإن التعاقد الديداكتيكي يراهن على سلوكات الأستاذ المنتظرة من التلاميذ و على سلوكات هؤلاء المنتظرة من الأستاذ و علاقة هؤلاء و الأستاذ بالمعرفة المستهدفة في عملية التعلم، ذلك أن التلاميذ مطالبون بولوج مشروع الأستاذ، وهذا الأخير مطالب بتوفير الشروط التي تسمح بضمان التعلم:
أهدافه، فعاليته، تقويمه و نجاحه مما يضفي الأصالة على هاته العملية من حيث ضبطها و تحليلها لتأثير فسخ العقدة. فحينما يقص أستاذ الرياضيات على تلامذته رواية الفيلم الذي شاهده البارحة، أو يعلق على الأحداث الرياضية بالملاعب بدل أن يقوم بإنجاز درسه فإنه يساهم في فسخ العقدة، ذلك أن أهداف التدريس لايمكنها أن تتحقق، و هو ما ينطبق أيضا على الحالة التي يساعد فيها أستاذ تلامذته بطريقة مبالغ فيها أثناء إنجازهم لتمرين أو مسألة رغبة منه في نجاحهم، أو عندما يريد تدليل الصعوبات التي تواجههم أثناء عملية التعلم، أو عندما يقدم الأستاذ وبدون سابق إعلام على تغيير نظام تنقيط التلاميذ أثناء إجراء مراقبة أو تقويم، وهذا ما يطلق عليه بروسو بتأثير طوباز Effet Topaze
إن التفكير في الخلل الوظيفي للفصل الدراسي بمفاهيم التعاقد الديداكتيكي يزيح التأويلات العلائقية أو العاطفية و يدعو بالمقابل إلى ضبط صريح للهفوات و الأخطاء و سوء الفهم و يجبر المدرس على التفكير في نهجه و طرق عمله. وعليه فإن التعاقد الديداكتيكي يستلزم تدقيق و تحديد نوعية قواعد و شروط المهام المطلوبة و مستلزمات الأستاذ و درجة النجاح حسب مستوى الفصل و أهداف التعلم.