يعرف (Yves CHEVALLARD) النقل الديداكتيكي بأنه العمل الذي يجعل موضوع معرفة ما موضوعا للتعليم. يحيل هذا المفهوم على انتقال المعرفة الصرفة إلى معرفة معدة للتدريس، إذن فمصطلح النقل الديداكتيكي يدل على مجموع التحولات التي تخضع لها معرفة معينة لتصبح قابلة للتدريس، فمن أجل تبليغ معرفة معينة ينبغي تنظيم طريقة لتعليمها: فلا يكفي معرفة شيء ما لمعرفة طريقة تدريسه.
إن اعتماد مفهوم رياضياتي معين لإدراجه ضمن منهاج مستوى معين يقتضي إجراء تغيير عليه ليصبح في متناول متعلمي المستوى المذكور. تناول بروسو (Guy BROUSSEAU) بالدرس و التحليل عمل كل من الباحث و المدرس و المتعلم لإبراز التحولات التي تخضع لها المعرفة. نورد فيما يلي موجزا مختصرا لما توصل إليه بروسو في تحليله:
1) عمل الباحث
لتبليغ ما توصل إليه الباحث إلى الآخرين، يخضعه لتعديل يتمثل في إلغاء الطابع الشخصي عنه وفي تجريده من سياقه: فهو يحذف الترددات التي لاقاها في هذا البحث، و يفصله عن المشكل الخاص الذي يريد حله و يبحث عن السياق العام الذي تبقى فيه النتائج صالحة.
يعتبر هذا العمل ضروري لتمكين القارئ من معرفة هذه النتائج و الاقتناع بصلاحيتها دون قطع نفس المسار لاكتشافها، مع الاستفادة في الوقت نفسه من الإمكانات التي تتيحها في الاستعمال.